طويلة هي قائمة المشاهير الذين يظهرون يوميا شغفهم بالعدو، فهذه الرياضة لم تعد مؤخرا حكرا على المحترفين فقط في ظل ممارسة العديد من الهواة لها.
وسواء تعلق الأمر بمشاهير أو أشخاص عاديين فإن الكثير من العدائين يحاولون ممارسة هذه الرياضة في أوقات الصباح الباكر لمواجهة اليوم بحماس وطاقة ولكن.. ما هو أفضل توقيت لممارسة الركض؟
يقول كارلوس برناردوس المدير الفني لمؤسسة (جو فيت)، وهي شبكة من مراكز التدريب الرياضي التابعة لمجموعة (إنجيسبورت) "لا يوجد توقيت مثالي لممارسة العدو، اللحظة المثالية لممارسة أي نشاط بدني هي تلك التي تتناسب مع برنامج ونشاطات الفرد اليومية، الأهم هو ألا تخلو اجندة الانسان من هذا الأمر وأن تشكل التدريبات جزءا من الروتين اليومي".
وأضاف برناردوس "يوجد الكثير من العدائين الذين يفضلون ممارسة الرياضة في ساعات الصباح الأولى قبل بدء المهام اليومية وذلك لتجنب تعارضها مع ممارسة التمرينات وكأحد أساليب ضمان استمرارها، وهو العامل المهم لرؤية النتائج".
وتابع المسئول "هذا فضلا عن أن ممارسة التمرينات في الصباح بتوقيت معين، تساعد على تنظيم النوم والاستيقاظ، فضلا عن أن الجسد صباحا يكون نشطا وليس متأثرا بالإرهاق الذي قد يصيبنا في الساعات الأخيرة من اليوم".
وأضاف برناردوس "كما أنه اذا ما كان الشخص يعاني من مشكلات في النوم فإن ممارسة التمرينات في وقت متأخر من اليوم قد يتنج عنها حالة من النشاط التي تصعب الحصول على الراحة المناسبة".
وعن رأيه في تزايد الاهتمام بممارسة الركض في المدن الكبيرة ومن قبل مشاهير ورجال سياسية أوضح الخبير أن هذا الأمر يعود إلى "سهولة ممارسة هذه الرياضة وعدم تتطلبها لمنشآت أو معدات".
وأكمل برناردوس "رجال أعمال وممثلون ومديرون لا تخلو حقائبهم يوميا من الأحذية الرياضية ويبحثون دائما عن وقت مناسب طوال اليوم لممارسة الركض."
وأردف الخبير الرياضي "إمكانية ممارسة هذه الرياضة في الأماكن المفتوحة تأتي أيضا كطريقة مختلفة وجديدة للتعرف على معالم المدينة، هذا كما أن ممارستها وسط أجواء طبيعية، لا تحمل فقط آثارا إيجابية على الجسد، بل تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر".
ومن ضمن المنافع الطبية لهذه الرياضة أشار برناردوس إلى أنها تحسن وظائف وفاعلية الجهاز التنفسي وضربات القلب وهو الأمر الذي يسمح بتنشيط كل الأجهزة المرتبطة بهذه العملية وبالتالي تحسين الصحة العامة، كما أنها تساعد في اذابة الدهون مما يساهم في اتزان التركيب الجسدي.
وأوضح برناردوس أن مفهوم الركض أو "Running " يشمل كل أشكال ممارسته سواء الهرولة (Jogging ) أو التمشية أو العدو السريع، إلا أن كلها مفيدة بنسب متفاوتة على لياقة الجسم وصحته.
وبخصوص الاحتياطات الواجب اتخاذها بشكل احتياطي عند ممارسة الركض، أوصى الخبير بضرورة اتباع مبدأ التدريب والراحة نظرا لأهميتها في عملية التأقلم، وتناول الغذاء المناسب، لأنه اذا لم يتم الاهتمام بالغذاء فلن يتم الوصول للنتائج المطلوبة.
وأشار برناردوس أن نتيجة اتباع هذا الأمر ستكون الحياة بصورة أفضل ولفترة أطول لأن "النشاط البدني يعني الحياة، ولأن جسد الانسان خلق لكي يتحرك".
وبخصوص إذا ما كان يفضل ممارسة الركض منفردا أو في جماعة، أوضح الخبير مبدئيا أن هذا الأمر يعتمد على رغبة الشخص وأردف "يوجد من يفضلون القيام بالأمر بمفردهم والاستمتاع بالموسيقى والطبيعة.. آخرون يحبون ممارسة الركض في جماعة لتشكيل حافز إضافي لأن وجود رفقة يخلق إلزاما بالحضور واذا ما تكاسل أحدهم فإن الآخر سيقوم بتشجيعه.
وعما إذا كانت ممارسة الرياضة في المدينة أفضل أم وسط الطبيعة يقول المسئول "التمرين وسط الطبيعة دائما ما يشكل حافزا اضافيا ويعود بمنافع جيدة على الجسد، الهواء الطلق والصحي يحيط بك وسواء كنت ستسير تهرول أو تعدو فإنك وسط الطبيعة ستحصل على منافع أكبر عن ممارسة الأمر بالمدينة".
وأكمل برناردوس "اذا لم نتمكن من ممارسة الرياضة في حديقة أو وسط الطبيعة، سيكون من الضروري التأقلم على الجو المحيط بنا، ومن ناحية أخرى فإن الركض في اجزاء مجهولة في المدينة واستكشاف شوارعها ومعالمها أثناء ممارسة التمارين أمر ممتع ويساهم في اكتشاف ومعرفة المزيد".
وبخصوص معادلة التغذية وممارسة الركض اوضح الخبير أن "العدو عقب تناول الطعام مباشرة ليس أمرا جيدا بسبب امتلاء المعدة، إلا أنه في نفس الوقت لا يوصى بممارسته على معدة فارغة.. اذا ما كانت الخطة ترتكز على ممارسة تمرينات الركض في الصباح، فيوصى بتناول افطار خفيف، يجعل الجلوكوز في أقل مستوياته بالدم وبعد التمرين لا بد من تناول طعام".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق